السبت، 22 فبراير 2014
11:46 ص

كيف يظهر ما ترفضه في حياتك؟



يعيش في داخلنا منذ البدء سعي نحو الاتحاد مع كل الكائنات، فنحن نعرف في أعماق أنفسنا أننا منفصلون ولهذا نسعى نحو الاتحاد، فالانفصال يسبب المعاناة والألم، أما الاتحاد، أي المحبة، فهو يشفي ويهدي الفرح. 
إن هذا العالم بني بحكمة بالغة ولهذا بمقدورنا أن نرى انفصالنا الشخصي في الذين من حولنا من أشخاص يعيشون في الظروف التي نعيشها. فكيف بمقدورك أن تمتلك المحبة إذا كنت تقسم كل ما حولك إلى سيء وجيد؟أو إذا كنت تحاكم الناس وتنتقدهم وتقيّمهم بشكل مستمر؟ فعندما تحاكم وتقسم العالم إلى سيء وجيد، فإنك تحاكم وتقسم نفسك لأن العالم الخارجي مساوٍ للعالم الداخلي. 
كيف بمقدورك إيجاد المحبة إذا كنت لا تتقبل جوانب معينة من شخصيتك أو إذا كنت ترفض النظر إلى نفسك ورؤية جوانبك السلبية وتقبلها دون أي تقييم؟
 إن صفاتك السلبية تنعكس في العالم المحيط بك، أي في الناس المقربين منك، ولهذا يفترق الناس، ولهذا تفترق عن أحبائك. يوجد فيك كل ما هو موجود في العالم المحيط بك، فعندما لا تريد أن ترى في نفسك الكذب، يبدأ الكذب بالإحاطة بك في حياتك. وعندما ترفض رؤية الخداع في نفسك، يبدأ الآخرون بخداعك. وعندما ترفض رؤية غريزة القتل البدائية في نفسك، تبدأ بتوهم أنك مهدد دائماً بالقتل من قبل الآخرين وأن العالم من حولك يمتلئ بالأشرار والناس الخطيرين. وعندما ترفض رؤية غريزة الجنس في نفسك، يبدو لك العالم فاسداً وشاذاً. فأنت لا ترى في ما حولك إلا ما ترفضه في نفسك. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق