الخميس، 6 مارس 2014
12:02 م

فيلم «نوح» يواجه تعنت المؤسسات الدينية


يواجه فيلم "نوح" الذي يلعب بطولته كل من راسل كرو، أنطونى هوبكنز، جينفر كونلى، دوجلاس بوث، ويخرجه أرنوفسكى، طوفانا من قبل المتشددين، وينتظر سفينة تمنحه فرصة الحياة والوجود على شاشات العرض السينمائى عالميا؛ لأن أزمة الفيلم عالمية وتعكس الحرب التي تشنها المؤسسات الدينية التي تحارب الإبداع وترفض أي تصورات جديدة أو أي أفكار مبتكرة لتقديم قصة مقدسة.

العمل يختلف عن قصة سيدنا نوح، التي رويت في الكتب المقدسة الثلاثة، وإن أخذ منها الإطار الدرامى المتعلق بمصير البشرية الواقع على كاهل إنسان واحد يصبح هو المنقذ والمنفذ لمشيئة الرب، حيث يظهر نوح "راسل كرو" كبطل محارب منقذ للطبيعة والكائنات الحية التي يدمرها الإنسان، ولديه ما يشبه المستشفى البيطرى الذي يعالج ويرعى فيه الحيوان، أيضا نجد نوح في الفيلم تراوده الأحلام بأن هناك عواصف وطوفانًا سوف يحدث ويدمر الأرض، وهذا ما لم يأت في النصوص السماوية أما الطوفان الذي يأتى في الفيلم نتيجة إرادة الله في حماية الحيوانات والطيور من البشر الذين يعذبون هذه الكائنات ولا يحسنون استخدام البيئة المحيطة بهم.

الفيلم من الممكن منع عرضه في مصر، خاصة أنها تشهد منذ فترة التسعينات والألفية الجديدة ذروة تدخل الكنيسة والأزهر والجماعات الدينية في الهجوم على الأفلام التي تتناول قضايا دينية أو اجتماعيه، فقد مورست الرقابة الدينية بقوة لمنع «شفرة دافنشى» من العرض في مصر بسبب طلب إحاطة في مجلس الشعب.

لكن الجماعات الدينية ليست السبب الوحيد في منع الأفلام، حيث إن الصحافة كانت وثيقة الصلة بممارسات الرقابة وفى بعض الأحيان كانت الصحافة تفجر الشرارة الأولى للهجوم على العمل الفنى، فصحيفتا «المقطم» و«لابورص» في ثلاثينات القرن الماضى كانتا وراء منع فيلم "ولاد الذوات" ليوسف وهبى، ووصل الأمر إلى تهديد يوسف وهبى بسحب الجنسية المصرية منه بسبب تحضيره لتمثيل شخصية النبى محمد في فيلم تركى المانى، وفى أحيان أخرى كانت الصحافة تكتفى بلعب دور جوقة النظام التي تروج لموقفه من عمل فنى مغضوب عليه، فطالب صحفيون وكتاب بإسقاط الجنسية عن يوسف شاهين بسبب "العصفور" وكانت حملة ضد يوسف أيضًا بسبب فيلم المهاجر بسبب تشابهه مع قصة سيدنا يوسف.

0 التعليقات:

إرسال تعليق